عملة Blast: العائد المرتفع أم المخاطرة المرتفعة؟

في عالم التمويل اللامركزي (DeFi)، لا شيء يجذب الانتباه أكثر من عبارة “عوائد مرتفعة”. وهنا يظهر مشروع Blast كواحد من أكثر المشاريع إثارة للجدل في عام 2025، بعد أن وعد المستخدمين بعائدات تلقائية على الإيداع، حتى قبل إطلاق الشبكة الرئيسية (Mainnet). لكن وراء هذه الوعود، توجد أسئلة منطقية: هل هذه العوائد مستدامة؟ وهل مشروع Blast فرصة استثمارية أم فخ محفوف بالمخاطر؟
في هذا المقال، نستعرض مشروع Blast بموضوعية، مع التركيز على فرص الربح، المخاطر، وحالة العملة في الوقت الحالي.
ما هو مشروع Blast؟
Blast هو مشروع Layer 2 مبني على شبكة الإيثيريوم، لكنه يتميز عن غيره بأنه يوفر عوائد تلقائية على الأصول المودعة (ETH وUSDT وUSDC) مباشرة من الطبقة الثانية دون الحاجة لتخزين يدوي (Staking).
بمعنى آخر: فقط أودِع أموالك، وستبدأ في كسب العائد فورًا.
يُعد المشروع امتدادًا لفريق Blur (منصة تداول NFT الشهيرة)، ويقوده نفس المطوّر المعروف باسم Pacman.
كيف تعمل العوائد في Blast؟
- بالنسبة لـ ETH: يتم تحويله إلى stETH من Lido تلقائيًا، ويتم توزيع العوائد للمستخدم.
- بالنسبة لـ USDT/USDC: يتم توظيفها في بروتوكول MakerDAO وتحقيق عوائد من DAI Savings Rate (DSR).
- يتم احتساب الأرباح مباشرة داخل المحفظة، ولا تحتاج لتفعيل عقد أو إيداع إضافي.
هذا ما يجعل تجربة المستخدم سهلة جدًا مقارنة بالمنصات الأخرى.
لماذا أثار المشروع الجدل؟
- الإيداع قبل إطلاق الشبكة
تم طلب إيداع الأموال في عقود ذكية قبل تشغيل الشبكة رسميًا، ما تسبب بقلق شديد في المجتمع. - عدم القدرة على سحب الأموال لمدة أسابيع
خلال فترة “التحضير”، لم يتمكن المستخدمون من سحب أموالهم، ما اعتبره البعض مخاطرة غير مقبولة. - الوعود المبالغ فيها
نسبة الفائدة المعروضة (4% على ETH، و5% على USDC/USDT) جذبت المتداولين، لكنها أثارت تساؤلات حول الاستدامة. - مركزية القرار
رغم كونه مشروع DeFi، إلا أن الكثير من قرارات المشروع تتخذ بشكل مركزي من قبل الفريق الأساسي.
ما هو وضع عملة BLAST الآن؟
- تم إطلاق العملة رسميًا في مايو 2025.
- شهدت ارتفاعًا كبيرًا لحظة الإدراج، تلاه تصحيح عنيف بسبب ضغط بيع من المستفيدين الأوائل.
- يتم تداول العملة الآن على منصات مثل OKX وBybit.
- لا تزال تستخدم في نظام المكافآت داخل الشبكة، وستُستخدم لاحقًا في الحوكمة.
فرص الربح في مشروع Blast
- عوائد تلقائية دون الحاجة لتفاعل مستمر.
- فرصة للاستفادة من التوسع المبكر في النظام البيئي.
- مكافآت عبر نقاط Blast التي قد تتكرر في موجات Airdrop مستقبلية.
- إمكانية الاستثمار في التطبيقات المبنية على الشبكة من البداية.
المخاطر المحتملة
- اعتماد كبير على طرف ثالث (Lido / MakerDAO).
- احتمال خفض العوائد لاحقًا بمجرد انتهاء المرحلة التسويقية.
- مركزية مفرطة في التحكم والسياسات.
- مخاطر فنية في العقود الذكية لم تُختبر بالشكل الكافي.
هل المشروع مستدام؟
السؤال الصعب. في الوقت الحالي، يبدو أن المشروع يركب موجة “الضجة” ويسوّق لفكرة جديدة بطريقة بسيطة وجذابة. لكن ما لم يتم تطوير استخدامات حقيقية لعملة BLAST خارج العوائد، فقد يفقد الزخم مع مرور الوقت.
📌 خلاصة:
مشروع Blast يمثل معادلة مغرية: عوائد مرتفعة مقابل مخاطرة عالية نسبية.
إذا كنت متداولًا يبحث عن فرص قصيرة الأجل ومرتفع المخاطر، قد تجد فيه مكاسب سريعة. أما إذا كنت مستثمرًا طويل الأجل، فانتظر حتى تتضح الرؤية بشأن استخدام العملة والحوكمة.