البيتكوين يسجل قمة تاريخية ويتراجع بسبب ترامب

شهدت أسواق العملات الرقمية حدثًا كبيرًا في 24 مايو 2025، حيث سجلت عملة البيتكوين أعلى مستوى سعري في تاريخها عند 111,970 دولارًا، قبل أن تتراجع بسرعة إلى ما دون 108,000 دولار. هذا الصعود الهائل والتراجع المفاجئ جاءا وسط إعلان سياسي مثير من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص فرض رسوم جمركية جديدة.
ما الذي دفع البيتكوين إلى القمة؟
خلال النصف الأول من مايو، بدأ الزخم في سوق الكريبتو يزداد تدريجيًا، مدعومًا بتدفقات كبيرة من صناديق التحوط والمؤسسات نحو صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، إلى جانب تقارير عن قيام شركات كبيرة مثل Strategy وTesla بزيادة حيازاتها من البيتكوين.
وبحلول 23 مايو، ازدادت الإشارات الفنية الإيجابية، خاصة مع كسر المقاومة النفسية عند 110,000 دولار، مما فتح المجال أمام صعود سريع مدفوع بالمضاربين والمستثمرين على حد سواء.
تدخل سياسي يربك السوق
لكن بعد ساعات من تسجيل القمة التاريخية، أعلن دونالد ترامب أنه يخطط، في حال فوزه، لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، و 60% على الصين. هذا التصريح، الذي تم تفسيره كسيناريو محتمل لحرب تجارية جديدة، دفع الأسواق التقليدية إلى القلق — وانتقل القلق مباشرة إلى العملات الرقمية.
البيتكوين، رغم اعتباره “ملاذًا آمنًا” في أوقات الأزمات، لم يكن في مأمن هذه المرة، حيث شهدت السوق عمليات بيع كبيرة لجني الأرباح، خاصة من قبل المحافظ القصيرة الأجل.
قراءة فنية لما حدث
التحليل الفني يُظهر أن منطقة 112,000 دولار كانت مقاومة حرجة متوقعة، وقد ترافقت مع مؤشرات تشبع شرائي على RSI وMACD، مما زاد من احتمالات التصحيح. وعند ظهور الأخبار السلبية، لم تنتظر خوارزميات التداول طويلًا، فبدأت موجة البيع تلقائيًا.
تأثير هذا التراجع على معنويات السوق
رغم أن التراجع لم يتجاوز نسبة 4% من الذروة، إلا أنه أدى إلى تصفية أكثر من 180 مليون دولار من العقود الآجلة المفتوحة في بورصات مثل Binance وBybit. هذا الأمر أعاد المخاوف من تقلبات السوق، خاصة في ظل قرب أحداث سياسية كبرى مثل الانتخابات الأمريكية.
مع ذلك، لا تزال معنويات السوق إيجابية، ويُنظر إلى هذا التراجع على أنه تصحيح صحي ضمن موجة صاعدة أكبر بدأت منذ أبريل.
ما التالي للبيتكوين؟
التحليلات تشير إلى أن مستوى الدعم الرئيسي الآن يقع بين 105,000 – 106,000 دولار، وفي حال الثبات فوقه، قد تعود الأسعار لاختبار القمة السابقة وربما اختراقها إذا استمرت التدفقات المؤسسية.
أما في حال اختراق الدعم هبوطًا، فقد نرى اختبارًا لمستوى 98,000 دولار، وهو الدعم الأسبوعي الأقرب.
الخلاصة
الصعود التاريخي والتراجع السريع يثبتان أن البيتكوين بات أصلًا عالميًا يتأثر بالعوامل الجيوسياسية، وليس مجرد أداة مضاربة. ومع دخول أسماء سياسية كبرى مثل ترامب إلى ساحة التأثير في الكريبتو، يبدو أن العلاقة بين العملات الرقمية والسياسة ستصبح أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.